بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة بين الزواج والحب
س2 + ص2 = صفر
تلك المعادلةُ التي فشلَ أعظمُ العلماءِ والرياضيين في حلها وهو ذلك الموضوع الذي يشغلُ أكثر من 90% من فكر أولئكَ الذين يعانون من المشاكل التابعةِ لهذين المصطلحين سواءَ قبل أو بعد الزواج، فغالبا ما يرتبطُ مفهومُ الحُبِ بالزواج أو العكس لكن دعونا نبحث معاً ما هو الزواج في إطارِ الحب وما هو الحُبُ في إطارِ الزواج وما هي تلك المشاكلُ التي تُولد من خلالِ هذين الإطارين بوجود الكثير من العوامل التي سنذكرها خلال هذه المقالة...
أولا:- الزواج في إطار الحب
غالباً ما تُولد تلك المشاعرِ بين الذكر والأنثى والتي نَطلِقُ عليها مصطَلح الحُبْ..لكن ما هو ذلك الحب الذي ينشأ بين هذين الشخصين؟؟ هل هي مشاعر روتينية؟؟ أم هي تضحياتٌ وأكثر؟؟ أم هي مشاعر تدميرٍ لحياةِ كل منهم؟؟ من خلال تجاربي القليلة في الحياة ومن خلال تعاملي مع عدة حالات اكتشفتُ في هذا الإطار بأن ما ندعوه بالحُبِّ ما هو إلا عبارةٌ عن اشتياقٍ في كل دقيقةٍ بل في كل لحظةٍ من كل طرفٍ تجاه الآخر وكأنَها كرةٌ ملتهبةٌ تكبرُ إلى درجةٍ معينة بازديادِ لحظاتِ البُعدِ ، لكن إلى متى؟؟...فتارةٌ يرفعُ أحد الطرفين سماعةَ هاتِفه ليَسمع صوتَ الآخر وتارةً يدعوه لأي دعوةٍ حتى يراهُ وتارةً يفعل المستحيلَ حتى يجد لحظة اللقاءِ لكن بكل تأكيد هذا كُلُه قبل الزاوج...وعند الزواج ، مع العلم بأنهُ ليسَ من الضروري بأن تكونَ نهايةُ أي حبٍّ هو الزاوج، لكن مع هذه النهاية تبدأُ حياةُ الروتين المعتادّ...فتبدأ تلكَ الكرةِ الملتهبةِ بالبرودِ رويداً رويدا حتى تتضاءلَ وتثبتَ عند حاجزِ التعويد..والحبِّ الفاتر..وبدء المشاكل...!!
طبعا إن نظرنا لتلك العوامل التي تقود إلى هذه المرحلةِ في العلاقاتِ الزوجية فإننا نرى بأن هنالك الكثيرُ من الأسبابِ الرئيسيةِ التي تؤدي إلى ذلك فمنها المادّة،اختلافُ الرأي،اختلاف المتطلبَات، الأهلْ، عدمُ الاكتراثِ بمشاعرِ الآخر ، الشكُ القاتل، الأبناء،الوظيفة أو الراتب ،الأملاك العقارية أو غيرها،السفر أو الرحلات الترفيهية، وغيرها الكثير الكثير...لكن دعونا نستعرض بعضها:
فأولا: نجد أن أكثر سببٍ يسيطرُ على عاملِ الوصولِ لهذه المرحلةِ هو المادّة فوجودها بكثرة تجعل الحياة غالباً من قبلِ الرجُلِ صعبةً وقِلَّة وجودِها تجعلُ الحياةَ غالباً من قِبَلِ المرأةِ أصعب...فلا هذا يَعقِل ولا تِلك تَرحم... فيقعُ الخلافُ الدائم...!!!
ثانيا: من الأسبابِ التي تسعى للوصلِ إلى مرحلةِ الفتور هو اختلافُ الرأي، فقبلَ الزواج يستطيع الرجل أن يكسرَ أيّ مبدأ وأيّ تفكير من أجلِ الحبيبة وفي نفس ذاتِ الوقت تَكُون الأنثى تودّ أن تفعل أيّ شيءٍ لتنالَ إرضاءِ حَبيَبها...لكن بعد الزاوج يبدأ كلُ واحدٍ منهُم بمحاولةِ فَرضِ الرأي أو التفكير...من بابِ أن الرجلَ هو الرجل ومن بابِ أن المرأةَ عنصرٌ هامٌ وحساسٌ في حياةِ الرَجُل ويجبُ أخذَ الرأيّ مِنها على أيّ اعتبارٍ كان...فيقعُ الخلافُ الدائم...!!!
ثالثا: من الأسبابِ التي تسعى للوصل إلى مرحلة الفتورِ أيضاً هو اختلافُ نوعِ الطلباتِ فيما بينهم...لكنّ الشيءَ المشترَك في هذه النقطةِ فيما بينهم ألا وهو (الاهتمام) بمعنى أنّ كلّ طرفٍ يريدُ الآخرَ أن يهتمَّ بِهِ على حسابِ أيّ شيءْ وبنفسِ الوقت لا يَسْعَ لأن يُعطِيَهُ للآخر..فالرجلُ يريدُ المرأةَ أن تراهُ رجلاً في كلّ المواقفِ والأزمنةِ حتى وإن لم يكن كذلك..والمرأةُ تريدُ أن يَرَاها زوجُها الأُنثى الوحيدةُ على وجه المعمورة حتى لو لم تكُ كذلك...فهي كما قُلت في البداية معادلةٌ صعبةٌ جداً...وإن ابتعدنا قليلاً عن موضوعِ الطلباتِ لكننا في صدرِ الموضوع لأن الرَجُل يبدأُ بعد الزواجِ بإهمالِ أيّ طلباتٍ لدى المرأة وكذلك المرأةُ فهي تبدأ بمحاولةِ إهمالِ الرجلِ بطُرِقِها الخاصّة والمعنى واضح... فيقعُ الخلافُ الدائم...!!!
رابعا: من الأسبابِ التي تسعى للوصل إلى مرحلةِ الفتور أيضا هو الأهل، فغالباً ما ترى الأنثى نفسَها بأهلِها وكأنَّها لم تفهمْ بعدُ بأنَّها انتقَلَت إلى حياةٍ أُخرى، فقبلَ الزواج تكونُ تتمنى في سرّها أن يأتيَ يومُ الزواج حتى تتخلصَ من تحكّمِ أخيها أو أبيها أو أمِّها وعندما تَدخلُ الحياةَ الزوجية يصبحُ الأخُ بمثابةِ (البودي جارد) لها والتي تتحامى فيه في حالِ أخطأ مَعها زوجها ويُصبِح الأبُ الملجأَ الذي ستأوي إليه في حالةِ أنّها قررت بأنّ لعبةَ الزواجِ لم تعد تناسِبُها وتُصبح الأمّ مستودعَ الأسرارِ لها ،وهنا إِمّا أن تكونَ الوالدةُ ذاتَ خلقٍ حَسنٍ ولا تحاولُ أن تَتدخلَ بأيّ شيء وذلك حتى يَعمُر بيتُ ابنَتِها وإمّا أن تكونَ امرأةٌ خبيثةٌ تحاولُ أن تصعقَ بيت ابنتها بنصائِحها الملعونة، لكن قبل الزواجِ كانت هذه الحبيبة تتكتّم على أي شيءٍ خوفاً من العقابِ...وأمّا بشكلٍ عام فإن عائلًتًها تصبح الالتزامَ الوحيد الذي يجبُ على الزوجِ أن يهتمّ بِهِ في جميعِ المناسباتِ مع إهمالِ دورِها بأَن تُعطِيَ ما تَطلُب لنفسها لدى عائلةِ زوجها...أما الرجل فقبلَ الزواجِ يكونُ أخاهُ أو أختَهُ منبعَ أسراره ولا يحقُّ لأحدٍ من أبويّه أن يتدخلَ في حياتِه الشخصية بنظرِهِ أنهُم لا يُدرِكونَ ما يَفعل، وعندما يَتم الزواج فِإن أولَ شخصٍ يلجأُ له هو أبوه بنظره أنهُ المموّل والداعِمَ الرسمي لزَواجِهِ وفي حالةِ أنّ الأبَ لا يمتَلكُ شيئاً يُصبحُ فقط واجهةً لَه يوم العرس...وإن كان الأبُ متوفى فلا يتذكّره كما يجب ويُكتبُ على بطاقةِ الدعوةِ أبناء المرحوم فلان الفلاني يتشرفون بدعوتكم.... و أحياناً لا يُذكرُ نهائياً...أما والدةُ العريسِ تصبحُ أمامَ الجميع الأُمُ الحنون والتي يجبُ على الجميعِ إرضاؤُها وخاصةً العروس أو الحبيبة لكن قبل الزواجِ لم تكن وظيفتها إلا أن تطبخَ لَهُ وتغسلَ لهُ وأن تدافعَ عنهُ، وهنا أيضاً إمّا أن تكونَ هذه الوالدةُ ذاتَ خلقٍ حَسن بحيثُ أنها لا تحاولُ التدّخلَ في بيتِ ابنِها حتى لا تُدمره وإمّا أن تكونَ امرأةٌ خبيثةٌ تحاولُ أن تتدخلَ بأيّ شيءٍ في حياةِ ابنِها لأن تلكَ العروسُ قد أخذَت ابنَها حبيبَها من أحضانِها حتى تُدمّر ذلك العشِّ الصغير،وهنا يتجاهلُ الرجلُ بأن لدى زوجَتِه أهلٌ يجب أن يؤدي لهم تماماً كما يؤدي لأهلِهِ... وما أن تبدأَ الحياةُ الزوجيةُ وتبدأُ معها المناسبات... حتى يصبح كلّ طرف بمحاولة لأن يجذب الطرف الآخرَ نحو أهلِه.. فيقعُ الخلافُ الدائم...!!!
خامسا: من الأسبابِ التي تسعى للوصل إلى مرحلة الفتور أيضا هو عدمُ الاكتراثِ بمشاعرِ الآخر،أي بمعنى إن حدث على سبيلِ المثال أيّ مشكلةٍ لدى الرجل في عملِهِ لدرجةٍ تجعَلهُ يفكرُّ بهذه المشكلة ليلاً و نهارا...لا يكترثُ الرجلُ لمشاعرِ تلك المرأةِ التي تنتظرَهُ وبنفسِ الوقت لا تراعي تلك المرأةُ ما أصابَ زوجَها من أرقٍ وما يشغلُ بالَه من حيرة، فلا هو يُساعِدُها ولا هي تُساعده على تجاوزِ تلك المحنة، وأيضاً إن حدثت على سبيل المثال مشكلةٌ عائليةٌ في بيتِ أهلِ الزوجة بحيثُ أن هذهِ المشكلة تعملُ على مضايقةِ الزوجة بشكل خاص،فهُنا لا تكترثُ المرأةُ لمشاعِر زوجِها الذي يأتي متشوقاً إليها ولا يكترثُ الرجلُ بتلك المشاعر الحزينةِ لدى زوجته...وكأنما المعادلةُ هنا تُصبح س تساوي الجذر التربيعي ل (- ص2) وهنا لا توجدُ أية إجابة.. فيقع الخلاف الدائم...!!! فكيفَ تريدينَ أيّتها الزوجة بأن يعاملكِ زوجُكِ بذلك الحُب الذي نشأ بينَكم وأنتي لا تُداعبينَهُ أو حتى تُرطبي عودَتَهُ بكلمة (يعطيك العافية حبيبي) وتبعدينَ بذلك عن كاهليهِ التعب المتراكمَ من جراء العمل؟؟؟ وأنت أيها الزوج كيف تريدُ من زوجتِك أن تعاملك بذلك الحُب الذي تزوجتها على أساسِه وأنتَ لا تُحاولُ أن تُثبتَ وجوُدَ زوجتَك حينما تعودُ من العمل إلى بيتكَ، وعلى سبيل المثال وأنتَ في الطريقِ لم لا تقُم باتصالٍ على الأقلّ وتقولُ لها ها أنا عائدٌ يا حبيبتي هل تريدينَ شيئاً من السوق؟؟؟ أو عندما تدخلُ البيتَ وأنتَ على أتمّ اليقينِ والعلمِ بأنّ زوجَتك قد قامَت بتنظيفِ البيتِ وطهيّ الطعامِ وإدارةِ الأطفال لمن رَزَقهُم الله الذرية؟؟؟ لم لا تقُم بتقبيلِها وقول (يعطيكي العافية حبيبتي)؟؟؟ أين ذهب الحُب؟؟ وأين ذَهبت تلك المشاعرُ الملتهبة؟؟؟ وأين تلك الوعودُ التي طالما وعدتُم بِها أنفُسُكم بأنّ كلّ منكم سيجعلُ الآخر أسعدَ إنسانٍ على وجه الكرةِ الأرضيةِ؟؟؟
سادسا: من الأسبابِ التي تسعى للوصل إلى مرحلةِ الفتور أيضا هو الشكّ القاتل، وهنا لا نبتعدُ كثيراً عمّا وصفناهُ في عدمِ الاكتراثِ للمشاعر لأنّ الشكّ هُنا يُمثل بُؤرةَ الفسادِ الذي يعمل على تدميرِ النظام وتلك العلاقة... فما أن يبدأَ الرجلُ بعدم الاهتمامِ بالمرأة حتى تبدأَ المرأةُ بالشكِّ في أنَّ هنالِك ما يُشغلُ بالَ الرجل من علاقاتٍ خارجيةٍ لأنها ببساطة لا تثقُ بِهِ، وكذلك الرجلُ ما أن تبدأَ المرأة بعدمِ الاهتمامِ بِهِ حتى تَبدأَ تِلك البُؤرةُ بعملِها والتي تَجعلهُ يُفكرُ برفيقَةِ دربِه بالظنّ السوء... لأنهُ لم يَعد يثقَ بمن اختَار أو بمن أحبّ فهذهِ البؤرةُ تعكسُ له الزوجة وتُهيُئها له وكأنَّها قد تستطيعُ أن ترتبطَ بغيره بالرغمِ من وجودهِ في حياتِها لكن بالخفاء.. فيقع الخلاف الدائم...!!!
من هنا نرى بأن الحُبَّ قد أصبحَ في هذا الإطار ما هو إلا عبارةٌ عن عامل أساسي لعدم الاستقرار وكأننا نشبهه بشباك صيد يفقدُ وظيفتهُ في حالةِ تم الاصطياد وهو الزواج...!!!
( إلا من رحم ربي طبعا في عدم التماشي مع ما ذكرت)
ثانيا:- الحب في إطار الزواج
في هذا الإطار توجدُ بعض الملاحظاتِ الواضحةِ والتي تختلفُ عن الإطار السابق لكنّ النتيجةَ شبه واحدة ، فهُنا عادةً ما يتم زواجُ الأشخاصِ عن طريقِ المعارفِ ومن دونِ أيّ سابق معرفةٍ من الزوج بالزوجة أو العكس أو ربمّا يكونُ الزواجُ عن طريق القرابةِ البعيدةِ وأيضا لا يكون أيّا منهم يعرف الآخر بشكل صحيح...!!!
لكن كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" صدق الله العظيم.
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" صدق الله العظيم.
(سورة النور الآية رقم 26)
من هذهِ الآيةِ الكريمة لو أخذنا فقط الطيبون للطيبات، ولِنَقُل بأنّ أيّ زواج يتمّ عن طريقِ المعارف أو الأقارب فهو يتمّ بين طرفين من أهل الصلاح لكن السؤالَ هنا هل الطيبون هم ملائكةٌ لا تقع الفتنةُ فيما بينَهم؟؟ أم هل هؤلاء الطيبون من غير البشرِ حتى لا يَنشأ بينَهم علاقةُ حبٍ ومودةٍ؟؟أو حتى كراهية؟؟؟؟ الجواب هو قطعا لا... لأن كلّ منّا يعرفُ الكثيرَ ممن تزوجوا من دونِ سابقِ معرفة وهم في أتمّ السعادةِ والحبّ والهناء...لكننا بنفس الوقت نعرفُ أيضاً مَن تزوجوا مِن دون سابق معرفة قد وَصلوا إلى مَرحلةِ الطلاق...فمَن وَصل إلى هذهِ المرحلة فإنّما وَصل بفعلِ العوامل والأسباب التي ذكرتُها في الحديث عن الإطارِ الأول بعيداً عن الحُب...لأنه في الحقيقة لم يكن من البداية ليستمر إلى النهاية...!!!
كلُّ ما هنالِك بأنّ في هذا الإطار تبدأُ بِهِ الحياةُ لحظةَ اتفاق الطرفين للزواج...فهنا تبدأ الحكاية بارتياحٍ من كِلا الطرفين تجاه كلٍّ مِنهُما لِلآخر...فإن لاحظا خِلال فترةِ الخطوبَة بأن آرائهم مُتّفقة وبأن تفكيرَهم واحد فهاهم قد أكملا طريقَهُما معاً...لكن الخوفَ هنا بما نسمعُ من الكثيرين بأنّ كلّ شخص في هذه الحياة كعملةِ النقدِ له وجهان مختلفان وبأن هذين الشخصين يستخدمان الوجه الأفضلَ في تلك المرحلةِ ألا وهي الخُطوبة وحينما يقعُ الفأسُ بالرأسِ يخلعُ أحدَهم أو كِلاهم القناعَ حتى يُظهرَ الوجه الآخر... فإذا أتمّ الطرفان البقاءَ على الوجهِ الأفضل سارت الحياةُ بكل خيرٍ وسعادةٍ وهناءْ وهُنا فقط تبدأ كرة الحُب المشتعلة صغيرةً وتنتهي بالموتِ وهي كبيرة....لكن إن كشفَ أحدهُم الغطاء عن الجانِب المُظلِم تبدأ العلاقة بالانحسار، حتى تنتهيَ بطلاقٍ أو تنتهي بخضوعِ أحدهم للآخر من أجلِ الستيرةِ أو من أجل الأولاد...
من هنا نرى بأن الحُبَّ قد أصبحَ في هذا الإطار ما هو إلا عبارةٌ عن عاملٍ ثانويّ يأتي بعد المعايشة الطويلة وكأننا نشبهه بمكافأةٍ تأتي لذلك الموظّفِ المخلصِ في عَملِه...!!!
لكن ما هو الحل بنظركم؟؟؟
متى سنعرف ما هي قيمة س وما هي قيمة ص؟؟؟
متى سنعرف كيف سنَحِب ومَن نُحِب؟؟؟
متى سنتعلم من أخطاء غيرنا؟؟؟
متى سنبدأ بتصحيح أنفسنا؟؟؟
متى سنسعى إلى حياةٍ ملؤُها السعادة والهناء؟؟؟
متى سنفكر في ضحايا هذه العلاقة من أهل وأبناء؟؟؟
متى سنبدأ بالتفكير وبأننا نتعايش مع بعضنا إلى يوم آخرتنا لا لأيام نحن نختارها؟؟؟
متى سنغير اتجاه حياتنا نحو الأفضل؟؟؟
متى ومتى ومتى سنجدُ حلاً لتلك المعادلةِ المعقدة؟؟؟
ملاحظتين بسيطتين:
أولاهم فكما كتبت في نهاية استعراضي للإطار الأول فإنّه هنالك فقط القلائل من العائلات أو الشخصيات لا تحدث بينهم أيّا من تلك المشاكل أو أنّهم لا يسمحون لهذه الوسائل بأن تصبح عاملاً في خرابِ البيوتِ أو البعدِ والوصول إلى مرحلة الفتور...!!!
أولاهم فكما كتبت في نهاية استعراضي للإطار الأول فإنّه هنالك فقط القلائل من العائلات أو الشخصيات لا تحدث بينهم أيّا من تلك المشاكل أو أنّهم لا يسمحون لهذه الوسائل بأن تصبح عاملاً في خرابِ البيوتِ أو البعدِ والوصول إلى مرحلة الفتور...!!!
وثانيهم بأنه لم تكن مقالتي تتناولُ قصة شخصٍ معين أو تتحدثُ عن أحدٍ ما... وإنما هي خواطرُ وهواجسُ ما قبل النومِ عن ذلك المجتمع الذي أتعايشُ فيه...!!!
بقلم: المهندس أسامة ناصر العمري.
اليوم: الأربعاء الموافق 14/12/2011.
الساعة: (4:30) فجراً.

